الزوج المخادع والزوجة المضحية.. قصة ستذهلكم من الزمن القديم! الجزء2

بعدما سردنا لكم الجزء الأول من القصة الزوج المخادع والزوجة المضحية، في هذا المقال سنتم القصة بشكل مشوق ونكشف الصبر والصمود لهذه العائلة الصغيرة، وهل خالد مثل زوجها السابق ؟

The story of the deceitful husband and the sacrificial wife

العمل والجد 

مع طلوع الفجر، استيقظ خالد على صوت صياح الديك، فقام وادى صلاته، ثم خرج للعمل وغاب طوال النهار. شعرت عائشة بالجوع، فاكلت ما تبقى في القدر، ثم انشغلت بتنظيف البيت. وعند حلول المساء، سمعت صوت زوجها، فتهللت فرحا وهرعت لفتح الباب. دخل خالد حاملا قفتين مليئتين بالمؤن، واخذ يراقب بسعادة زوجته وهي تتفحص ما احضره، ثم قال لها مبتسما: "التاجر الذي صبغت له منزله رجل ثري وكريم، فلقد قدم لي صحنا من الفاصوليا مع فخذ دجاج وقت الظهر، لكني خبأته لك. وعندما رآني افعل ذلك، سألني عن السبب، فاخبرته اني اردت مشاركته مع زوجتي، فبارك لي في حسن صنيعي. وعند انتهائي من العمل، لم يعطني فقط اجرتي، بل اضاف اليها قفة مملوءة بشتى انواع الخضر والفواكه، ثم اهداني دجاجة من حظيرته، واصر علي ان لا اعود اليك الا وقد وفرت جميع المقادير اللازمة لتحضير طبق الفاصوليا".

وتابع خالد بسعادة: "واثناء عودتي، اشتريت الشاي والسكر واللوز والحطب، ولا يزال في جيبي المزيد من المال". بعد لحظات، انتشرت في البيت رائحة الدجاج المتبل، وسرعان ما اجتمعا حول المائدة يتناولان طعامهما بسعادة، ثم اتبعاه باكواب شاي مصحوبة بلوز محمص. صار خالد لا يعود الى البيت الا وهو يحمل في يده رزقا. وذات مساء، اهدى عائشة قطعة قماش، وطلب منها ان تخيط لنفسها ثوبا جديدا بدلا من ثوبها البالي. وبعد فترة، احضر لها حذاء. ومع توالي الايام، بدأت حالتها تتحسن، وازدادت نضارة وجهها، حتى انها احبت زوجها لدرجة لا تتصور، لانه عوضها عن كل ما ضاع من عمرها، وباتت تناديه بالسيد خالد احتراما وتقديرا له.

 الصعود والصبر

في احدى الليالي، سمع جارهما عاصم - الذي كان رجلا متكبرا - زوجة خالد تناديه بذلك، فاستشاط غضبا وقال لزوجته: "هل رايت عائشة بنت الاكابر تزوجت بالبارحة متشردا، والان اصبحت تناديه سيدا؟". لكن زوجته ردت عليه بحكمة: "اليس خالد اخير من ذلك الذي كان يتركها هائمة في جوعها رغم ان الله انعم عليه؟ اليس كذلك، ام اني خاطئة؟". هز راسه بتوجس وقال: "حين تتحسن حال عائشة، لن تعود بحاجة الى هذا الفقير، وسيعود كل الى اصله! هكذا جرت العادة".

لكن عاصما لم يكن يعلم ان عائشة لم تعرف المودة الحقيقية الا مع خالد. في البداية، ظنت انه كغيره من الفقراء، يعيش ياكل وينام. لكن مع توالي الايام، اكتشفت انه ابن اصل حميد الخصال. كما لاحظت انه يحتفظ بكتب يقراها يوميا، وعندما فتحتها، وجدتها كتبا في علم الطب، لكنه رفض ان يخبرها سبب احتفاظه بها. كانت عائشة امراة ذكية، فكانت تدخر بعض ما ياتي به زوجها تحسبا للايام الصعبة او لاستقبال الضيوف. ومع توالي الايام، اصبح لديها مخزون من المؤن مثل بقية النساء: من سميد وتمر وزيت وقديد.

السقوط والاختبار

لكن ذات يوم، واثناء حمل خالد لكيس ثقيل من الحجارة، سقط حجر كبير على ساقه، فاصابه بجرح بالغ، مما اضطره للزم البيت عجزا منه عن العمل. ومع مرور الايام وهو في تلك الحالة، نفد ما لديه من مال، فاصابه الحزن وقال لزوجته: "سيصيبك الجوع ان استمر الحال على ما انا عليه، وانا عاجز عن فعل شيء". لكن عائشة ابتسمت بثقة وقالت: "لا تقلق، لدي في الدهليز ما يكفينا". كان الجار عاصم يعلم بحال جاره، لكنه لم يزره او يعرض عليه المساعدة، متمنيا ان يعود خالد للشارع. لكن خالدا تحمل مصابه بصبر، وظلا يقتاتان على ما ادخرته زوجته اسبوعا كاملا، حتى نفدت المؤنة تماما. عندها قالت له عائشة بحزم: "لا تقلق، سابحث عن عمل. يمكنني غزل الصوف ورحي الشعير لنساء الحي، فمن خلقنا لن يضيعنا".

صمت خالد لحظة، ثم قال متاملا: "حياتي كانت دائما صعبة. كان والدي يبيع الاعشاب والعقاقير، وحين كبرت قليلا، ارسلني لاتعلم طب الاعشاب. لكنه مرض سريعا ولم يلبث ان توفي، ثم لحقت به امي. باع اخوتي البيت واقتسموا الغنيمة بينهم، وحرومني نصيبي منها، فاضطررت للعيش عند عمي. وذات يوم، ناولني صرة نقود وطلب مني ان اعتمد على نفسي، لانه لم يعد قادرا على ايوائي. حتى استوعبت محتواها بالكامل. ولو انعم الله علي بالرزق، لافتحن متجرا واستخدم الادوات الطبية التي تخص والدي، والتي اخفاها عمي في القبو. والان ها انا اجيبك على سؤالك". فردت قائلة: "من يدري ما تخبئه لنا الاقدار".

خاتمة

 في تلك الليلة، لم يذق خالد طعم النوم. ظلّ يتقلب في فراشه، والذهب يلمع في خياله كما لمع أمام عينيه قبل ساعات.

 أما عائشة، فبقيت تتأمل ملامحه، وقد شعرت أن في عينيه سرًّا يخفيه عنها.

 وقبل أن يغلبها النعاس، سمعته يتمتم:

هذا ليس وقت الكشف بعد... لكن حين يحين، سيتغير كل شيء."

وفي الصباح الباكر، ارتدى ثوبه القديم، وحمل صرّة صغيرة، وخرج دون أن يُخبرها إلى أين...

تابعوا معنا الجزء الثالث لتكشف معا إلى أين ذهب خالد؟ وهل للكنز علاقة بماضيه؟ وهل سيغيّره المال أم يكشفه؟

شاهد القصة كاملة عبر قناتنا حكايات عدنان 

تعليقات