بعدما سردنا لكم الجزء الأول والثاني من القصة الزوج المخادع والزوجة المضحية،وأكرم الله خالد بالرزق الوفير، وأعاد إليه عافيته ومكانت، ظن خالد أن الخير الذي جاءه صدفة، سيبقى آمنًا بعيدًا عن أعين الطامعين…
لكن، كما خرج الفأر ليكشف له كنزًا قديمًا،خرجت معه أعين تراقب، وقلوب تحسد…
فجأة، بدأت الألسنة تتحدث، والأسئلة تتطاير من أفواه الجيران.
في هذا المقال سنتم القصة بشكل سريع ونكشف معا إلى أين ذهب خالد؟ وكيف أصبح خالد غنيًا بين ليلة وضحاها؟ ومن أين جاء بكل هذا الذهب؟
ولماذا لم يخبر أحدًا بما وجده؟ وماهي المفاجئة سنكشفها في أخر القصة ؟
وفي خضم هذا التحول الكبير، تظهر شخصية جديدة…
رجل غريب، يحمل معه ماضٍ مشوش، وأخبارًا قد تقلب حياة خالد رأسًا على عقب!
فهل يواصل خالد صعوده في سلم النعمة؟ أم أن القدر يخبئ له امتحانًا جديدًا؟ وهل تتكرر الخيانة؟
أم أن هناك من سيحاول استرداد الذهب… بالقوة؟
كل هذا وأكثر، تتابعونه في الجزء الثالث من قصتنا:
خفايا الصندوق… وعيون لا تنام!
وبينما هما يتجاذبان أطراف الحديث، لمح خالد فجأة فأرًا صغيرًا يتسلل عبر شق في الحائط. بعد لحظات، اندفعت عائشة نحوه بمكنسة وهي تصيح بغضب: "ذلك الفأر المزعج عاد مجددًا ليسرق ثم يختفي! يجب علينا إصلاح هذا الجدار فورًا!". ابتسم خالد مطمئنًا وقال: "لا تقلقي، سأهتم بالأمر". وبينما كان يتفحص الحائط، لاحظ أن إحدى قطع الطوب لم تكن مثبتة بإحكام، فحاول تحريكها ليرى مخبأ الفأر. لكنه فوجئ بانكشاف حفرة صغيرة تحتوي على صندوق خشبي. أخرج الصندوق، وما أن فتحه حتى ذهل من روعة المنظر، فقد كان ممتلئًا بالقطع النقدية الذهبية! دون تردد، ملأ جيوبه بالذهب، ثم أعاد الصندوق إلى مكانه وأعاد الطوب فوقه متكتمًا. قالت عائشة: "أين لك بالمال؟". ابتسم قائلًا: "سأدبر أمري".
توجه خالد إلى السوق، واشترى مرهمًا ودهن به ساقه، ثم جلس في إحدى الحدائق يستمتع بالمناظر الجميلة التي لم يطالعها منذ إصابته وملازمته للبيت. وبعد ساعة، شعر بتحسن ملحوظ، إذ خفت آلامه وتمكن من المشي دون صعوبة. ثم تسوق واستأجر حمّالًا ليحمل له أكياس الطعام والمؤن إلى منزله. عندما فتحت عائشة الباب، وقفت في ذهول تام غير مصدقة لما رأته عيناها، فقد كان أمامها كل ما تشتهيه النفس من مأكولات وألبسة وعطور! ومن فرط سعادتها، لم يخطر ببالها أي تساؤلات عن مصدر المال، بل انشغلت بما أحضره زوجها. بعد العشاء، ارتدت عائشة ثوبًا جديدًا وتزينت، فابتسم خالد قائلًا: "من اليوم فصاعدًا، لن ترتدي إلا الحرير، فقد رزقنا الله خيرًا وفيرًا".
ثم حكى لها عن الذهب الذي وجده، وأخرج سر الذهب وأعطاها لزوجته، وأخبرها أنها ملكها تتصرف بها كيف شاءت. لكن لما رأت منه من صدق وصون الأمانة ما رأته، لم ترضَ عائشة أن تتسلم منه سر الذهب، وطلبت منه أن يبقيها معه، وتركت له كامل حق التصرف فيها لأنه أهل لذلك. وفي اليوم التالي، استدعى البنائين لترميم البيت وتوسيعه بعد أن كان متداعيًا، كما غطى جدرانه بالرخام وزينه بالسجاد الفاخر والأثاث الجديد. أما عائشة، فكانت مذهولة من كل ما تراه، غير قادرة على استيعاب هذا التحول السريع.
وبينما هما يتجاذبان أطراف الحديث، لمح خالد فجأة فأرا صغيرا يتسلل عبر شق في الحائط. بعد لحظات، اندفعت عائشة نحوه بمكنسة وهي تصيح بغضب: "ذلك الفأر المزعج عاد مجددا ليسرق ثم يختفي! يجب علينا إصلاح هذا الجدار فورا!". ابتسم خالد مطمئنا وقال: "لا تقلقي، سأهتم بالأمر". وبينما كان يتفحص الحائط، لاحظ أن إحدى قطع الطوب لم تكن مثبتة بإحكام، فحاول تحريكها ليرى مخبأ الفأر. لكنه فوجئ بانكشاف حفرة صغيرة تحتوي على صندوق خشبي. أخرج الصندوق، وما أن فتحه حتى ذهل من روعة المنظر، فقد كان ممتلئا بالقطع النقدية الذهبية! دون تردد، ملأ جيوبه بالذهب، ثم أعاد الصندوق إلى مكانه وأعاد الطوب فوقه متكتما. قالت عائشة: "أين لك بالمال؟". ابتسم قائلا: "سأدبر أمري".
توجه خالد إلى السوق، واشترى مرهما ودهن به ساقه، ثم جلس في إحدى الحدائق يستمتع بالمناظر الجميلة التي لم يطالعها منذ إصابته وملازمته للبيت. وبعد ساعة، شعر بتحسن ملحوظ، إذ خفت آلامه وتمكن من المشي دون صعوبة. ثم تسوق واستأجر حمّالا ليحمل له أكياس الطعام والمؤن إلى منزله. عندما فتحت عائشة الباب، وقفت في ذهول تام غير مصدقة لما رأته عيناها، فقد كان أمامها كل ما تشتهيه النفس من مأكولات وألبسة وعطور! ومن فرط سعادتها، لم يخطر ببالها أي تساؤلات عن مصدر المال، بل انشغلت بما أحضره زوجها. بعد العشاء، ارتدت عائشة ثوبا جديدا وتزينت، فابتسم خالد قائلا: "من اليوم فصاعدا، لن ترتدي إلا الحرير، فقد رزقنا الله خيرا وفيرا".
ثم حكى لها عن الذهب الذي وجده، وأخرج سر الذهب وأعطاها لزوجته، وأخبرها أنها ملكها تتصرف بها كيف شاءت. لكن لما رأت منه من صدق وصون الأمانة ما رأته، لم ترضَ عائشة أن تتسلم منه سر الذهب، وطلبت منه أن يبقيها معه، وتركت له كامل حق التصرف فيها لأنه أهل لذلك. وفي اليوم التالي، استدعى البنائين لترميم البيت وتوسيعه بعد أن كان متداعيا، كما غطى جدرانه بالرخام وزينه بالسجاد الفاخر والأثاث الجديد. أما عائشة، فكانت مذهولة من كل ما تراه، غير قادرة على استيعاب هذا التحول السريع.
على الجانب الآخر، كان جارهم عاصم يمر يوميا أمام المنزل متعجبا مما آل إليه حال جاره. ومع مرور الأيام، بدأ سكان الحي هم كذلك ينادون خالدا بالسيد خالد بعدما أصبح من الأثرياء، وصار يمتلك بغلة تحمله وخدما. ومع ذلك، كان جاره عاصم يردد في داخله: "حتى لو أصبح ثريا، سيظل في نظري ذلك الجائع العريان، فالمال لا يصنع السادة!".
ذات ليلة، وبينما كانت عائشة تسهر مع زوجها، قال خالد متنهادا: "أتمنى من الله أن يوفقني في أن أفرغه فيما يرضيه". استغربت زوجته من كلامه وسألته: "زوجي السابق كان يدعو الله ليملأ، وأنت تطلب منه أن تفرغه! هل يمكنك أن تشرح لي ما هو وماذا تعنيان بكلامك؟". نهض خالد مبتسما وقال: "الذهب الذي وجدته يعود لزوجك السابق، وكان يخفيه حيث وجدته بالصدفة عندما لاحقت الفأر. ولم يكن زوجك بمعسر أو فقير، بل كان يغشي على قلبه حب تملك المال وكنزه، ويدعو دائما ليتمكن من ملء ذلك الصندوق بالذهب!".
عندما سمعت عائشة ذلك، أطلقت تنهدة أليمة وبدأت تبكي قائلة: لقد كنت أجوع وأعاني الحرمان، بينما كان هو يكدس المال! تبًّا للطمع والجشع!. ربت خالد على كتفها وقال بلطف: "لا تبكي على الماضي، واحمدي الله أنه عوّضك خيرا. انظري حولك، لقد استعـدت مكانتك، وأصبح الفقراء يطرقون بابك لأنهم يعرفون كرمك. ولذلك أدعو الله أن يسدد خطانا لإنفاق ذلك الرزق فيما يرضيه". مسحت عائشة دموعها، وتذكرت كلمات والدتها التي كانت تقول: "الشكر على القليل يجلب الخير الكثير، أما الجحود فيتبع صاحبه سوء المصير". ابتسم خالد وقال: "أما أنا، فكانت أمي تدعي لي دائما قائلة: اللهم ارزقه دارا تحميه، وزوجة صالحة تؤنسه وترضيه، وها قد تحقق دعاؤها!".
ولا تنسوا: الخير لا يُحفظ إلا بالنية الطيبة، ولكن…الناس لا تترك الطيبين في حالهم!
وهكذا… وبعد أن رفع الله خالدًا من الفقر إلى الثراء، وابتلاه بجاره عاصم الذي خانه بعد كل ما فعله لأجله…
ظن خالد أن البلاء قد انزاح، وأن الأيام القادمة ستحمل له الهدوء والرضا.
لكن… هل تنتهي الخيانة عند هذا الحد؟
هل تاب عاصم بعد أن فضحه الله على يد فأر؟
وهل ستتوقف طموحاته عند حدود الطمع القديم، أم أن له مع الغدر فصولًا جديدة؟
وهل سيبقى خالد كما عهدناه؟ ثابتًا، كريم النفس… أم ستغيره الصدمة؟
أسئلة نتركها معلقة لتأخذنا إلى جزءٍ جديد…
تابعونا في الجزء الرابع من القصة لتكتشفوا ما حدث بعد سقوط القارورة… وما الذي تخبئه الأيام القادمة لخالد وعاصم!