الحمال الفقير يرث دكانًا مهجورًا... فاكتشف السر الذي غيّر حياته
فِي زَمَنٍ كَانَتْ فِيهِ ٱلْأَخْلَاقُ أَثْمَنَ مِنَ ٱلذَّهَبِ، وَكَانَ ٱلْفَقْرُ لَا يَمْنَعُ ٱلْكَرَامَةَ، عَاشَ رَجُلٌ بَسِيطٌ ٱسْمُهُ ٱلْعَرَبِيُّ، لَا يَمْلِكُ مِنَ ٱلدُّنْيَا سِوَى سَعْيِهِ ٱلْحَلَالِ وَقَلْبِهِ ٱلطَّيِّبِ. لَكِنَّ حَيَاتَهُ ٱلْهَادِئَةَ عَلَى وُشْكِ أَنْ تَنْقَلِبَ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ، بَعْدَ أَنْ وَرِثَ مِنْ عَمِّهِ ٱلْغَنِيِّ شَيْئًا لَا يُقَدِّرُهُ أَحَدٌ... دُكَّانًا مَهْجُورًا، لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ.
إِلَّا أَنَّ هَذَا ٱلدُّكَّانَ كَانَ يُخْفِي سِرًّا غَامِضًا... سِرًّا سَيُقَلِّبُ حَيَاةَ ٱلْعَرَبِيِّ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ، وَيَضَعُهُ فِي مُوَاجَهَةِ أَطْمَاعِ أَقْرَبِ ٱلنَّاسِ إِلَيْهِ...
فَمَا هُوَ هَذَا ٱلسِّرُّ؟ وَكَيْفَ حَوَّلَهُ مِنْ حَمَّالٍ بَسِيطٍ إِلَى بَطَلٍ يَتَحَدَّى ٱلْخِيَانَةَ وَٱلسِّحْرَ وَٱلشَّرَّ؟
لَنَبْدَأْ بِسَرْدِ ٱلْحِكَايَةِ...
القصة الكاملة
في قديم الزمان ، كانَ العَرَبِيُّ شَاباً مُتزوِّجًا ولديهِ ابنةٌ صَغيرةٌ، يَعيشُ عِيشةً هانِئةً رغمَ فَقْرِهِ وقِلَّةِ حيلتِهِ، حتّى جاءَ اليومُ الّذي انتَقَلَت فيهِ أُمُّ زوجتِهِ لِتُقيمَ مَعَهُما في بيتِهِ.
فأَخَذَتْ تتدخَّلُ في كُلِّ صَغيرةٍ وكَبيرةٍ، تُغِيظُ العَرَبِيَّ الّذِي لَمْ يَكُنْ فِي نَظَرِِها ، يَرْقَى إِلَى الْمَكانَةِ الّتي كانتْ تَرْجُوهَا لإبْنَتِها. لَكِنَّ العَرَبِيَّ كان فَطِنًا لِخُطَّتِهَا، الّتِي تَرُومُ بِها تَطْلِيقَهُ مِن ابْنَتِها، لِتُزَوِّجُها بَعدَ ذٰلِكَ لِرَجُلٍ غَنِيٍّ يَرْفَعُ شَأنَها.
وكانتْ حمَاتُهُ لَيسَت مُشكِلَتَهُ الوحيدة، فَلَهُ أَخوانِ شَقيقانِ مِن الأبِ: حَسَنٌ وحُسـامٌ. كانا يَضمرانِ لَهُ كُرْهًا شَديدًا ويَنْتَظرانِ أيَّ فُرصةٍ سانِحةٍ لإيذائِهِ وإذلالِهِ، معَ أنّ العَرَبِيَّ لم يُؤْذِهِما يومًا، بل كانَ يُحْسِنُ إلَيْهما ويَدْعُو اللَّهَ لَهُما بالهِدايةِ.
وكان الشقيقانِ يَحسُدانِ العَرَبِيَّ لأنَّهُ كانَ عَزيزًا على عَمِّهِما عاصِمٍ، وهو رَجُلٌ فَاحِشْ الثَّراءِ بِلَا أوْلَاد. وَلَمْ تَكُنْ زِيارَاتُ ٱلْعَرَبِيِّ لِعَمِّهِ، بُغْيَةَ مَالٍ أَوْ رِِياءٍ، بَلْ تَطْبِيقًا لِصِلةِ الرَّحِمِ الّتِي أَوْصَى بِهَا اللَّهُ تَعَالَى. فَأَحَبَّهُ العَمُّ أكْثرَ مِنْ شَقيقيهِ حَسَنٍ وحُسـامٍ.
وذاتَ يَومٍ اشتدَّ مَرَضُ العَمِّ عاصِمٍ، فأصبحَ طَريحَ الفِراشِ لا يُفارقُهُ، وانقطَعَ حَسَنٌ وحُسـامٌ عن زيارتِهِ بعدما فقدَ إدراكَهُ، بينما استمرَّ العَرَبِيُّ يَزورُهُ ويَعتني به.
وفاة العم وقراءت الوصية
فلَمّا تُوفِّيَ العَمُّ، أُحضِرَت وَصِيَّتُهُ وقُرِئَت على ذَوِيهِ، فإذا هو قد أوصى بكاملِ مالِهِ ومُمتَلكاتِهِ لِـحَسَنٍ وحُسـامٍ مناصَفةً، وذَكَرَ في آخرِ الوصيّة:
وَقد تَرَكْتُ لاِبْنِ أَخِي العَزيزِ العَرَبِيِّ، دُكَّانِي الصَّغيرَ فِي ٱلسُّوقِ بكُلِّ مُتَعَلِّقَاتِهِ، رَاجيًا مِنَ اللَّهِ أنْ يَسْتَعْمِلَهُ أَحْسَنَ استِعْمالٍ والسَّلامُ.
ذُهِلَ الشقيقانِ لِمَا جاءَ في الوصيّةِ، وسَعِدا بِأنَّهُمَا سَيَرِثانِ كُلَّ الثَّروةِ، وفي الوقتِ نَفْسِهِ هَزِئا مِن العَرَبِيِّ والدُّكانِ الّذي لا يَرى فِيهِ قِيمةً.
أمّا زوجةُ العَرَبِيِّ فاستنكَرَت صُنْعَ العَمِّ، إذ كانتْ تُوقِنُ أنَّ زَوْجَها أَحَقُّ بتِلكَ التَّركةِ، لِأنَّهُ مَن رَعى العَمَّ في حَياتِهِ وآخرِ أيّامِهِ. فابتَسَمَ العَرَبِيُّ وقالَ لَها:
تِلْكَ أمْلَّاكُ عَمِّي، يَهَبُها لِمَنْ يَشَاء. ما كُنْتُ أَزُورَهُ لِأَجْلِ مَالِهِ، بَلْ مَحَبَّةً فيهِ وطَمَعًا في رِضَى اللهِ. وَلَعَلَّ ٱلدُّكانَ الصَّغِيرَ الّذي تَرَكَهُ لَنا، يَجْعَلُ ٱللَّهُ فِيهِ ٱلبَرَكةَ، فَيَكونُ خَيْرًا مِن الأموالِ، الّتي ظَفِرَ بِها شقيقاي.
وعندَما عادَ العَرَبِيُّ وزوجتُهُ إلى بَيتِهِما، أَخَذَت حماتُهُ تُغْرِقُهُ بالانتِقاداتِ وتَصفُهُ بِأنَّهُ زوجٌ فاشِلٌ قليلُ الحِيلةِ، ليس كأَخَوَيْهِ الذكيَّيْن. لكنَّ العَرَبِيَّ لَم يُعِرْ كَلامَها اهتمامًا، ومَضى في شَأنه.
وَفِي اليَوْمِ المُوالي، صَارَ العَرَبِيُّ يَقْصِدُ دُكّانَهُ الصَّغيرَ، الّذي أَصْبَحَ في مِلْكِهِ. فلمّا فَتَحَهُ وَجَدَ ٱلغُبَارَ يَغطِّي كُلَّ شَيْءٍ، وكُلَّما وَضَعَ يَدَهُ على أَثاثٍ تَهَشَّمَ لِقِدَمِهِ.
رأى ثَوبًا أَبيَضَ يَكسو شيئًا ما في زاوِيةِ ٱلدُّكان، فَرَفَعَهُ، فإذا هي عِمامةُ عَمِّهِ أصفر اللون، ما زالت جديدةً كأنّها صُنِعَتْ لآنْ. فاحْتَفَظَ بِهَا جانِبًا، ونَظَّفَ الدُّكانَ مِن كُلِّ الأثاثِ المُتَهالِك، وقَرَّرَ أَن يَتْرُكَ مِهْنَتَهُ كحمّالٍ ويَستَثمِرَ الدُّكانَ في تِجارةٍ بَسيطةٍ تَجْلِبُ لَهُ دَخْلًا يَسيرًا.
الدكان والعمامة
مَلَأَ الدُّكانَ خُضَرًا وفَواكِه، لِأنّها تِجارةٌ لَا تَحْتاجُ خِبرةً مُسْبَقةً وَلا رَأسَ مالٍ كَبيرًا، وتَوَكَّلَ على اللَّهِ، وَبَدأَ يَعْملُ فِيهِ بِجِدٍّ وكَدٍّ. ومَضَت الأيّامُ، فأصبَحَ اسمُهُ مَعرُوفًا فِي السُّوق لِصِدقِهِ وجَودةِ بِضاعته، وصارَ يَربَحُ ضِعفَ ما كان يَحصُلُ عليهِ كحَمّالٍ.
وذاتَ يومٍ، تَفاجَأَ بِشَقيقِهِ حَسَنٍ يَزُورُهُ. دَخَلَ وجَلَس، فاستغربَ العَرَبِيُّ وسأله:
ــ ما الّذي جاءَ بِكَ؟
ضحِكَ حَسَنٌ وقالَ: أَمَا هكذا يُستَقْبَلُ الأخُ أخاهُ؟ جِئتُ أَشتَري بَعضَ الفواكِهِ. ودَفَعَ ثَمَنَ ما أخَذَ، وصارَ يَجيءُ كُلَّ يومٍ، يَجلِسُ قليلًا، يَشتَري، ثم يَنصَرِفُ.
كانَ العَرَبِيُّ مُتيَقِّنًا أنّ أَخاهُ يُضْمِرُ شَرًّا، لكنَّهُ يَجهَلُ خُطَّتَهُ ولا يَجرُؤُ على مُصارَحَتِهِ.
وذاتَ صباحٍ، جاءَ أمينُ الشُّرطةِ وسلَّمَهُ ورقةً تُلزِمُهُ بإفراغِ الدُّكانِ خلالَ يَومَيْن، لِأنَّ صاحِبَهُ عَرَضَهُ لِلبيع! صاحَ العَرَبِيّ: لكِنَّني أنا صاحِبُه! وأسرعَ إلى خِزانةٍ يَحتَفِظُ فيها بأوراقِ التَّمليك؛ ففَتَحَها، فلا أوراق! عندَها أَدركَ أنّ حَسَنًا سَرَقَها حينَ انشَغَلَ هو بالبِيع.
أَغلَقَ الدُّكانَ، وعادَ مُنكَسِرًا، دَخَلَ غُرفتَهُ، وأَقْفَلَ البابَ، يُفكِّرُ في وَرْطتِهِ الّتي ما كانَت لَتَحدُثَ لولا طِيبةُ قلبِهِ.
تغيير مسار القصة
رَمقَ بعينِه عِمامةَ عَمِّهِ مُعلّقةً؛ فحَمَلَها وقال: «يا لَيْتَكَ حَيٌّ، يا عمّ، لِتشهَدَ على خِيانةِ أَخِي!» ووضعَ العِمامةَ على رأسِهِ بلا شُعور، فما إن فَعَلَ حتّى غَطَّ في نَومٍ عَميقٍ، ورأى في حُلمِهِ عَمَّهُ يَرْبِتُ على رأسِهِ ويقول: «تَرَكتُ لكَ عِنايةَ اللهِ وهذه العِمامة؛ إن أَحسَنتَ استِعمالَها.»
اسْتَيْقَظَ مُضْطَرِبًا، ولَمّا دَنا من المِرآةِ لم يَرَ إنعِكاسَه! نَزَعَ العِمامةَ، فظَهَرَ صُورَتُه، فَأَيْقَنَ أنّ العِمامةَ تُخفي لابِسَها.
اختَبَرَ القُدرَةَ أَمامَ زوجتِهِ؛ أسقَطَ جَرّةً صغيرةً، فالتَفَتَت ولم تَرَه، ففَرّت مُستَعيذةً بالجن! أيقَنَ العَرَبِيُّ أَنَّ العِمامةَ عَجيبةٌ حقًّا. فَتَذَكَّرَ دُكَّانَهُ والوثيقةَ المسروقةَ، فارتَدى العِمامةَ وتَوَجَّهَ إلى دارِ القَضاء.
تَسَلَّلَ إلى مَجلِسِ القاضي، فَوَجَدَ وثيقةً مُزوَّرةً باسمِ حَسَنٍ، ومُختومةً بخَتمِ القاضي! أمّا ورقةُ التَّمليكِ الأصْليّةُ فليست في المكان. فَكَمَنَ في الزّاويةِ ينتظر.
لمّا دَخَلَ القاضي لَم يَجِدِ الوثيقةَ، فهَمَّ بالقيام، فإذا بصوتٍ مُرعِبٍ يَهمِسُ في أُذُنِهِ:
ــ «أنا جِنّيُّ الورقة! رُدَّها إلى مَكانِها قبلَ الفجر، وإلّا قَبَضْتُ روحَكَ!»
ارْتَعدَ القاضي، وصدّق. على الفَوْرِ استَدعى العَرَبِيَّ وحَسَنًا. ولمّا حضرا، أعادَ القاضي ورقةَ التمليكِ الأصْليّةَ إلى العَرَبِيِّ، وأَمَرَ بِاعتقالِ حَسَنٍ..
مُؤامَرةُ الحَماةِ والسّاحِر
في تلك الأثناءِ، كانت حَماةُ العَرَبِيِّ تَسعى لِلتَّخلُّصِ منه لتزوِّجَ ابنتَها برَجلٍ غنيٍّ. فاستَأجَرَت ساحرًا طَمِعًا. طلبَ منها إحضارَ حفيدتِهِ «دُرَّة». وفي اليومِ التّالي ذهبت مع الطفلة؛ فأَغْمَى عليهما بِبُخورٍ مُسْكر، ولمّا أفاقت الجَدّةُ وجَدَت نَفسَها في مَكبِّ نُفاياتٍ بعيدٍ، والطفلةُ مَخطوفة. لَفَّقَت قِصّةً عن خَطْفٍ غامِضٍ وقادَت العَرَبِيَّ إلى بيتِ السّاحِر، لكنَّهُ كان قد أَخلَى المكان.
تَوجَّهَ العَرَبِيُّ إلى بَيتِهِ، واسْتَنصَرَ بالعِمامةِ. رأى في حُلمٍ مَكانَ الطفلةِ مقَيَّدةً في قَبْوٍ بَيتٍ في وَسَطِ البَلدة. فارتَدى العِمامةَ وقَصَدَ المكان. أَشعَلَ نارًا قُربَ الباب؛ خرجَ السّاحرُ يُطفِئُها، فتَسَلَّلَ العَرَبِيُّ إلى الدّاخل، وفكَّ وثاقَ ابنَتِهِ، واحتَضَنَها فَرِحًا.
سَمِعَ حِوارًا بين السّاحرِ ورَجُلٍ آخرَ؛ تَبَيَّنَ صَوتُ حُسـامٍ، أخيهِ الأصغرِ، يَطلُبُ مُكافأةَ اختِطافِ الطّفلة! فدَفَعَ العَرَبِيُّ السّاحرَ على سُلَّمِ القَبْوِ فَتَدَحرَجَ، وانْدَلعَ شِجارٌ بين السّاحرِ وحُسـامٍ، واغتَنَمَ العَرَبِيُّ الفُرصةَ لِيُخرِجَ ابنَتَهُ ويَستَدعي الحَرَسَ.
حاصَرَ الحَرَسُ البيتَ. خَرَجَ حُسـامٌ مسحورًا، يَجرحُهُ السِّهام ولا يَشعُرُ بالألم. تَدخَّلَ العَرَبِيُّ مَنعًا لِقَتْلِ أخيه، وصاحَ: «إنّهُ مَمسوس!». تَصارَعَت الرّوحُ الشِّيطانيّةُ داخِلَ حُسـامٍ، وفي النّهايةِ خَرَجَ دُخانٌ أَبيَضُ مِن رأسِهِ، وسَقَطَ مُغشِيًّا عليه.
أُلقِيَ القَبضُ على السّاحر، لكنّ حَماةَ العَرَبِيِّ ــ خَشيةَ افتِضاحِ أمرِها ــ هَجَمَت عليهِ وطَعَنَتْهُ، فماتَ ضاحِكًا وهو يَتمتِمُ بتعويذةٍ؛ فَدَخَلَ الدُّخانُ الشِّيطانيُّ عَيْنَيها، فَوَلّت تَعدو على أربعٍ حتّى بَلغَت جِسرًا شاهقًا وأَلْقَت نَفْسَها، فهَلَكَت.
أُدخِلَ حُسـامٌ السِّجنَ مع حسنٍ. وبعد أيامٍ، طَلَبا لقاءَ العَرَبِيِّ. قالَ حسنٌ وهو يُعتصِرُ نَدمًا: «نَتَنازَلُ لكَ عن نِصفِ ثَروةِ عَمِّنا؛ لَم نَجِد مِثلَ صَفحِكَ وبرِّكَ بنا.» أجابَ العَرَبِيُّ: عَفَا اللهُ عنكما؛ أمّا أنا فقد سَمَحتُكُما.
عادَ العَرَبِيُّ إلى بَيتِهِ، عَلقَ العِمامةَ في مَكانٍ آمِنٍ، وقال: «لَدَيَّ الآنَ زَوجةٌ صالِحةٌ، وابنةٌ حبيبةٌ، ومالٌ حَلالٌ، وسلامٌ في القلب؛ لا حاجةَ لي بهذه العِمامةِ بعدَ اليوم. أسألُ اللهَ أَلّا أُضْطَرَّ لاستِعمالِها مَرّةً أُخرى.»
إلى هُنا تَنْتَهي حِكايتُنا.نَرجو أن تكونَ قد نالت إعجابَكم،
شاهد القصة عبر قناتنا حكايات عدنان :
ختاما
وَهَكَذَا، لَمْ يَكُنْ دُكَّانُ ٱلْعَمِّ مُجَرَّدَ جُدْرَانٍ مُغَبَّرَةٍ، بَلْ كَانَ بَوَّابَةً لِحِكْمَةٍ عَظِيمَةٍ:
أَنَّ ٱلْكَنْزَ ٱلْحَقِيقِيَّ لَيْسَ فِي ٱلْمَالِ وَلَا ٱلْجَاهِ، بَلْ فِي ٱلصِّدْقِ، وَٱلصَّبْرِ، وَٱلْإِيمَانِ بِأَنَّ ٱلْخَيْرَ لَا يَضِيعُ أَبَدًا.
ٱلْعَرَبِيُّ لَمْ يَرْبَحْ فَقَطْ عِمَامَةً تُخْفِيهِ عَنْ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ، بَلْ كَسَبَ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ وَمَحَبَّتَهُمْ، وَكَشَفَ أَقْنِعَةَ ٱلْكِذْبِ وَٱلْخِدَاعِ مِنْ حَوْلِهِ.
أَمَّا إِخْوَتُهُ وَحَمَاتُهُ، فَقَدْ نَالَ كُلٌّ مِنْهُمْ جَزَاءَهُ ٱلْعَادِلَ، لِتَبْقَى هَذِهِ ٱلْقِصَّةُ دَرْسًا خَالِدًا...
أَنَّ مَنْ يَزْرَعِ ٱلْخَيْرَ، سَيَجْنِهِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ.
ٱنْتَهَتِ ٱلْحِكَايَةُ... وَلَٰكِنَّ ٱلْعِبْرَةَ تَبْقَى أَبَدَ ٱلدَّهْرِ.